قنوات "روتانا": عندما تسقط أوراق التوت !! 1/2
رأفت صلاح الدين
يمثل الإعلام العين التي ينظر بها الناس للحياة ، فهو الذي يشكل اتجاهاتهم وتفكيرهم ، كما يلعب دورا هاما في تحديد وتوجيه بوصلة حياتهم وآرائهم ، لذا فلإعلام سلاح ذو حدين ، إما أن يوجه ويرشد الناس إلى الطريق الصحيح أو يتنكب بهم في ظلمات الضلالة والغواية والانحراف التي تقودهم في النهاية إلى الهلكة والضياع .
وقد تنوعت وتعددت المنابر الإعلامية حتى تلبدت السماء العربية بمئات الوسائل الإعلامية سواء المقروءة أو المرئية أو المسموعة، الأرضية منها أو الفضائية .

ويتربع الإعلام المرئي على القمة من حيث عدد المتابعين لهذه القنوات ، كذلك من حيث تنوع وسائله من قنوات فضائية وأرضية وغيرها وكذلك وجود البث المباشر وغير المباشر عبر الشبكة العنكبوتية، وكذلك لتنوع وسهولة المضمون الإعلامى المرئي ووصوله لأكبر شريحة من البشر ، كما يسهل على الجميع متابعته ، كذلك من حيث تنوع شرائح المشاهدين وتنوع اتجاهاتهم من المثقف إلى الإنسان العادي الذي لم يحصل أي نوع من الثقافة .

وترجع خطورة هذا النوع من الإعلام إلى أنه ينقل بالصوت والصورة كل ما يريده المتحكمون في هذه القنوات. وأخطرها على الإطلاق هي القنوات الفضائية التي انتشرت بشكل مخيف ، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن ظهور قناة جديدة ، حيث انتشرت قنوات العهر والغواية بلا ضابط أو رقيب .
فقمر مثل النايل سات الذى تزيد عدد قنواته عن الـ 300 قناة ما بين مشفرة وغير مشفرة ،تمثل هذه القنوات العدد الأكبر من بين عدد قنواته .
هذه القنوات تقدم كل ما يحطم ويدمر الخلاق وقيم الحياة العفيفة ، من أفلام ومسلسلات وأغانى مصورة " فيديو كليب" وغير مصورة، مع كمية من العري والابتذال غير مسبوقة فى المجتمعات الإسلامية والعربية ، والتى كانت تتصف دوما بالمجتمعات المحافظة.

واستطاعت هذه "الفضائحيات " أن تتسلل إلى كل بيت بلا معارضة أو تحفظ ، و أن تخرج الفتاة العربية من خدرها لتتهتك أمام الملايين وتبرز ما أمرها الله أن تخفيه ، معلية منظومة جديدة وغريبة من القيم والأخلاقيات والسلوكيات لا تمت لديننا ولا...